المزاعم التي أطلقتها جماعة الإخوان بإعلانها فوز مرشحها في انتخابات الرئاسة محمد مرسي من جهة، وما أعلنته حملة المرشح الآخر أحمد شفيق من جهة أخرى، أثارا عاصفة من المخاوف حول مآلات الأوضاع في مصر في المرحلة التي ستلي الإعلان رسميا عن نتائج الانتخابات. 
وعلى الرغم من السلاسة التي رافقت سير عمليات الاقتراع في كافة مراحلها، إلا أن الاتهامات المتبادلة بين مسؤولي حملتي المرشحين أصابت المراقبين بحالة من القلق والحيرة مع إصرار كل طرف على فوز مرشحه؛ فحملة مرسي أعلنت امتلاكها أرقاما حقيقية بمحاضر رسمية ومن ثم فليس لديها شك في النتيجة التي ستعلنها اللجنة العليا للانتخابات. وفي المقابل ذكرت حملة شفيق أن مرشحها هو رئيس مصر، ومن ثم يجب عدم تصديق ما يعلنه الإخوان الذين يعتمدون على أرقام غير دقيقة، بحسب ما أعلنته حملة شفيق.
وتعكس الاحتفالات التي بدأها أنصار كلا المرشحين، انقساما حادا وسط الشارع المصري وحالة من الاستقطاب لم تكن سائدة خلال جولتي الاقتراع، مما يثير المخاوف من اضطرابات ما بعد الانتخابات.
وليس بعيدا عن هذا الجو المحتقن، تصاعد وتيرة الاضطراب بين القوى السياسية وعدد من نواب البرلمان السابق من جهة، وبين المجلس العسكري من جهة أخرى بسبب الاعتراض على الإعلان الدستوري المكمل بشأن صلاحيات الرئيس.
إن من المهم إجراء نقل سريع ومنظم للسلطة من العسكر إلى السلطات المنتخبة، واستكمال العملية الديموقراطية دون تباطؤ أو تأخير. ومن شأن تنفيذ هذه الخطوة استكمال باقي مؤسسات الدولة والالتفات الى الملفات الكبيرة التي ستواجه السلطة الجديدة، خاصة على الصعيد الاقتصادي الذي يعاني مشكلات عديدة تدخل في تداعيات الثورة. 
صفوة القول؛ أن تطلعات الشعب المصري يجب ألا تذهب أدراج الرياح بسبب التسابق المحموم على كراسي السلطة، فالرئيس القادم أيا كان انتماؤه فإنه في النهاية يظل ممثلا للشعب، ودوره الرئيس يتمثل في تحقيق رغبات الشعب بكافة أطيافه، والسعي لتحيق آمالهم في الأمن والتنمية وتحسين مستوى معيشة الفرد.





نقل عن جريدة الوطن السعودية 

0 التعليقات

إرسال تعليق